languageFrançais

قدمها الحمامي: دراسة تكشف تحول الصحفيين لفاعلين في اقتصاد إعلامي رقمي

في إطار لقاء فكري نظمته النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر، قدّم الأستاذ الصادق الحمامي دراسة بعنوان ''الصحفيون فاعلون في اقتصاد إعلامي متحوّل''، تناولت التحولات العميقة التي يشهدها قطاع الإعلام، مع التركيز على الصحفيين باعتبارهم فاعلين اقتصاديين نشيطين، لا مجرد أجراء داخل مؤسسات تقليدية.

وأوضح الحمامي في تصريح لموزاييك، أن الدراسة لا تتعلق بالصحافة كمؤسسات بقدر ما تهتم بالصحفيين أنفسهم، في ظل التحولات التي أفرزتها التكنولوجيا الرقمية، والتي فتحت آفاقاً جديدة أمامهم لتطوير نماذج اقتصادية مبتكرة، تعرف بـ''صحافة المبادرة''. ويقوم هذا النموذج على انتقال الصحفي من موقع الأجير إلى موقع المبادر، عبر بعث مؤسسات إعلامية مستقلة تستثمر في الأدوات الرقمية وانتشارها الواسع داخل المجتمع.

وأبرزت الدراسة تطورًا لافتًا في نسبة النفاذ إلى الشبكة، التي ارتفعت من 64 بالمائة سنة 2020 إلى 84.3 بالمائة سنة 2025. كما بيّنت الدراسة أن عدد مستخدمي منصة ''تيك توك'' في تونس بلغ نحو 6 ملايين مستخدم، في حين شهد عدد مستخدمي ''إنستغرام'' ارتفاعًا بنسبة 6.2 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، ليصل إلى حوالي 5.6 ملايين مستخدم. ولا تزال منصة ''فيسبوك'' تتصدر المشهد الرقمي في تونس بعدد مستخدمين يناهز 7.3 ملايين.

كما استعرضت الدراسة تجارب دولية متعددة تحولت فيها صحافة المبادرة إلى قطاع قائم بذاته ضمن اقتصاد الإعلام، كما تناولت صعود منافسين جدد للصحفيين، وعلى رأسهم المؤثرون، مبيّنة كيف أصبح التأثير عاملاً مركزياً في صناعة الأخبار وانتشارها، خاصة في الدول العربية. وأشار الحمامي إلى تراجع ثقة الجمهور في المؤسسات مقابل تنامي الثقة في الأفراد، ما دفع عديد الصحفيين إلى التحول إلى فاعلين مؤثرين، بل وتشجيع بعض المؤسسات لهذا التوجه.

وخصصت الدراسة فصلاً كاملاً لتحليل علاقة ''جيل زد'' بالأخبار، مؤكدة ضرورة فهم هذا التحول العميق حيث بيّن الحمامي أن المجتمع التونسي متقدم رقمياً، في مقابل تأخر المنظومة المؤسسية والاقتصادية في تبني الابتكار، معتبراً أن مسؤولية الدولة تكمن في توفير بيئة حاضنة للابتكار الرقمي. 

بشرى السلامي